السبت 23 نوفمبر 2024

بسبب الانستجرام

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

كالعادة... عمل سين ومردِّش!

رجعت شُغلي، ورغم إن بالي كان مشغول باللي حَصَل، بس نسيته... وإتسحلت في ضغط الشُغل، ولحَد ما نمت بالليل... كُنت ناسي كُل حاجة عن الأكونت دا.

بس صحيت الصُبح... لقيت رسالة جديدة منه!

«بلاش تمشي من شارع (.....) بعربيتك النهاردة، روح الشُغل من طريق تاني».

طيب... أنا دلوقتي عندي مُشكلتين، أولًا: إن دا حد فعلًا مراقبني كويِّس... عارِف خط سيري، بمشي منين؟ باكل إيه؟ وهكذا...

وثانيًا: أنا مش عايز أسمع كلامه... لأنه مُمكِن ينقذني من حاجتين، بس يضرني في النهاية!

بس في الأول وفي الآخر... مفيش قدامي غير إني أسمع كلامه، مش هخاطِر... وهشوف إيه اللي هيحصَل، وبناءً عليه... هحدِّد هعمل إيه!

كُنت قاعِد بشتغَل لمَّا علاء زميلي في الشُغل دخل عليَّا زي المجنون، كان بايِن عليه إنه خايِف، بس لمَّا شافني ارتاح، قالي: "كُنت خايف عليك أوي!".

سألته بدهشة: "ليه؟".

بصلي شوية قبل ما يقولي: "إنت معرفتش اللي حَصَل؟".

قُلتله: "لأ... لو عرفت مكُنتش سألتك!".

قالي: "حصلِت حادثة كبيرة في شارع (.....) اللي بتمشي فيه كُل يوم، المُصابين بالميَّات، قلقت تكون هناك".

حسيت ريقي نشف فجأة، دقَّات قلبي زادِت، وجسمي بدأ يترعش، لدرجة أن علاء سألني: "مالك؟ إنت كويِّس؟".

حاولت أتماسَك، قُلتله: "أنا... أنا زي الفُـ... زي الفُل".

لو مكُنتش سمعت كلام الرسالة... ومشيت في الطريق دا... كان زماني مُصاب أو... ميِّـ.ـت!

طلعت الموبايل، إيدي كانِت بتترعش، فتحت الرسايل ودخلت على رسايل أكونت (نصايِح)، فكَّرت كتير أكتب إيه، وفي الآخر كتبت: «شكرًا!». وللمرة الأولى... عمل سين وعمل ريأكت قلب على الرسالة!

دا كان أول تفاعُل ليه معايا غير الرسايل!

بعتله بعدها: "إنت مين؟ وليه بتعمل معايا كدا؟".

عمل سين ومردِّش!

كُنت قريت عن الملاك الحارِس قبل كدا، معقول دا ملاك حارِس؟ بس ثانية... ثانية... هو فيه ملاك حارِس عنده أكونت على إنستجرام؟ عندهم نت يعني؟ دا مش منطقي!

روَّحت البيت، نمت بسُرعة، كُنت عايِز أصحى الصُبح عشان أشوف رسالته الجديدة، بس لمَّا صحيت... مكانش فيه أي رسايل! شكيت إن النت مقطوع! شكيت إن عندي مُشكلة في الأكونت! بس كُل حاجة كانِت تمام! طيب ليه؟ ليه مبعتش الرسالة بتاعة كُل يوم؟

كُنت حاسِس زي الطفل اللي تايـ.ـه من مامته! زي الولد اللي باباه ساب إيده وسط الزحمة!

رُحت شغلي... مكُنتش مركّز... كُل حاجة كانِت بايظة...

الشغل مكانش ماشي كويِّس... كُل شوية كُنت بمسِك الموبايل أتأكِّد إنه مبعتش رسالة جديدة! لحَد نص اليوم... جالي رسالة منه: «روح لنهى المدرسة حالًا!».

طبعًا مكُنتش هتفاهِم، قُمت من مكاني زي المجنون، تجاهلت كُل الناس اللي بتسألني رايح فين؟ لمَّا الموضوع يكون ليه علاقة بنُهى – بنتي حبيبتي – مبيبقاش فيه تفاهُم!

في وقت قياسي كُنت في مدرستها، دخلت أجري على الفصل بتاعها، ولمَّا وصلت... شُفت في عينيها إن كان فيه حاجة مضايقاها، جرت عليَّا وإترمت في حُضني، خدتها ومشينا، رُحنا مطعمها المُفضَّل، وهناك حكت لي على كُل حاجة، فيه ولد من زمايلها في المدرسة حاول يلمسها بطريقة مش لطيفة، هي بلَّغت الإدارة وهُمّا عملوا اللازِم، لكن هي كانِت مصدومة، سألتني: "عرفت منين إني محتاجة لك؟".

قُلتلها: "قلبي قالي... مش إنتِ عارفة إنك قلبي؟".

إتفقنا مش هنحكي حاجة لمامتها دلوقتي عشان هي عادةً بتكبَّر المواضيع، روَّحنا سوا وقضيت يوم لطيف في البيت، قبل ما أنام منسيتش أبعت له رسالة...

«شكرًا جدًا!».

وللمرَّة التانية تفاعَل معايا بقلب على الرسالة، كُنت ممتن ليه فعلًا، أنقذ حياتي مرّتين وخلاني أبقى موجود في أكتر وقت بنتي كانِت محتاجاني فيه.

بس رسالة الصُبح... غيَّرِت كُل حاجة!

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات