بسبب الانستجرام
«إقتـ.ـل صفاء... دي مش مراتك! دا شيطان وعامِل نفسه مراتك!».
كدا الموضوع خرج عن الحد! وتحوَّل لجنـ.ـون تام!
طبعًا مش هسمع كلامه مهما حَصَل!
تجاهلت الرسالة تمامًا، لأول مرَّة أكون متضايِق منه بالشكل دا، لأول مرَّة أكون عايز أعرف هو مين عشان أقوله قد إيه هو مجنون! مش عشان أشكُره!
في نُص اليوم بعتلي رسالة تانية: «لازِم تثق فيَّا! دي مش مراتك!».
تجاهلت الرسالة تاني، بعدها بكام ساعة بعتلي: «لو مقتلتهاش النهاردة... هتحصل كارثة!».
تجاهلته تمامًا!
روَّحت وأنا متوتِّر... نظراتي لمراتي كانِت متغيَّرة، ونظراتها ليَّا كانِت متغيَّرة! مش عارِف دا بجد ولا الزفت دا قدر يلعب في دماغي!
المهم اتعشيت ودخلت أنام!
صحيت الصُبح على صوت مراتي بتصرَّخ، قُمت أجري لقيت عُمر... ابني الوحيد... في حالة حرِجة... يبدو إنه حاوِل يعمل حاجة في نفسه! بس ليه؟ عُمر عُمره ما كان من النوع اللي مُمكِن يؤذي نفسه بالشكل دا؟
نقلناه المُستشفى بأقصى سُرعة، والحمد لله... قدروا يلحقوه والحالة بقت مُستقرة!
في وسط الدوشة دي نسيت أشوف رسايلي، ولمَّا فتحت الرسايل كانت باعتلي رسالتين، الأولى قبل ما نكتشِف عُمر بدقايق: «اصحى حالًا! الحق ابنك منها!».
التانية: «لازِم تقتـ.ـلها! انقذ نفسك وولادك منها!».
فكَّرت أعمل له بلوك، بس تصرُّفات مراتي كانِت غريبة، كانت مُتماسكة، جامدة، مش طريقة أم ابنها كان على وشك يمـ.ـوت!
يومها روَّحنا... عُمر كان لسّه هيقعد كام يوم في المُستشفى، نمت من التعب، صحيت الصُبح على صوت صريخ، نهى... حاولت تؤذي نفسها زي أخوها!
كدا فيه حاجة غلط! كدا مش صح!
نقلناها المُستشفى والحمد لله قدروا يلحقوها هي كمان، بس الدكتور طلب لنا الشُرطة! حقّه... أنا لو مكانه هعمل أكتر من كدا!
التحقيق استمر شوية بس بعدها الظابِط شاف إن لأ... مش معقول حد يعمل كدا في ولاده، بعد شوية فتحت الموبايل، ٣ رسايل منه!
الرسالة الأولى في نص الليل: «الدور على نُهي! لازم تنقذ ولادك منها!».
الرسالة التانية قبل ما أصحى من النوم بشوية: «قوم الحق بنتك! حرام عليك!».
الرسالة التالتة من شوية: «حاول متنامش! عشان الدور عليك!».
رفعت عيني من على شاشة الموبايل، بصيت ناحية مراتي، كانِت بتبصلي بنظرات قوية، ثابتة، مش عارِف دا بجد ولا تهيؤات... بس كان فيه شر في عينيها، وللحظة... ابتسمت ابتسامة ساخرة قبل ما تختفي فورًا!
الموبايل إتهز في إيدي، رسالة جديدة: «النهاردة... إنت وهي... قاتِل ومقتول... اختار!».
وأنا فعلًا حسمت أمري واخترت!