الضرائر
في تلك الاثناء صعقت افنان مما يقوله ذاك الرجل الذي امامها. فهي لم ترى شرا كهذا من قبل يتحدث بهذه الحدية معها. فهي اصغر ان تستوعب كل ماقيل لها. ولكن رغم ذلك ادركت ان زواجها من هذا الرجل لم يكن سوى صفقة بينه وبين والدتها. كي ترجع فلذتي كبدها إلى احضانها.
لم تتفوه افنان ببنت شفة امام زوجها الطاغي. فكل ما مافعلته هو انها تنظر بتمعن نحو الفستان الجديد المرتدية إياه والذي إشتراه لها الطاغي كهدية في يوم زواجهما . وبدون ان تدرك ماتفعله خرجت عن شعورها .وامسكت جانبي الفستان تضغط على قماشه بقبضة يديها بقوة حتى انغرست اظافرها به ليتمزق وتمنت في تلك اللحظة لو تعيد إرتداء ثوبها البالي القديم طول حياتها .ولكن بشرط ان لاترى ذاك الشخص الذي يقابلها. والذي لايزال يكمل تهديداته دون توقف رغم ان اذنيها لم تعودا تتقبل سماع صوته وكأنها هي في عالم وهو بعالم اخر بعيد كل البعد عنها لتفهم مايقوله .
وبالفعل لم تمر إلا فترة قصيرة حتى حملت افنان. وكم كانت سعادة الطاغي بها كثيرا. كان يعاملها كالاميرة يدللها كإبنته قبل ان تكون زوجته. يحمل لها الهدايا كالسكاكر والالبسة وبعض الالعاب حتى تحتفظ بها لإبنه الموعود وكل هذا والبيداء كانت هي من تخدمها وتخدم زوجها تطيعه دون تدمر حتى فقط تسلم من شره . وكم كانت افنان ممتنة للبيداء في تلك الفترة الحساسة من حياتها. فهي تشعر انها اختها التي لم تلدها والدتها. حنونة عليها وعطوفة .خاصة عندما ينتابها الهلع لما يطلبها زوجها في مض.جعه. فهي رغم حملها لم تعتاد على طلبات زوجها الغريبة عنها.. ومن كانت تهدئها هي ضرتها البيداء وتطمنها ان الموضوع هين وستعتاد على الامر لاحقا. فكل الازواج يمرون بهذه المرحلة.
ولكن مرحلة إنجاب افنان لمولودها لم تكن تشبه اي مرحلة فكم كانت صعبة وقاسية عليها..