الحكمة في ارض البرونز بقلم د.رحاب سليمان
اموالــى ال تعــد وال تحصــى،لــى اســهم كثيــرة فــى العديــد مــن الشــركات
العالميــة،فــكل هــذه االمــوال ال تشــعرنى بالســعادة،بــل تشــعرنى بالمســئولية
تجــاه عائلتــى التــى افتقدهــا كثيــرًا،فالعــبء وقــع علـ ّ
ـى للحفــاظ عليهــا،ومــع
ذلــك انــا ليــس لــى أســرة ولألســف ال أنــوى ايضــا ً تكويــن أســرة فــى اى
لماذا أشعر بفراغ كبير فى حياتى ؟
اعلــم جيــدا ً اننــى احتــاج الــى عائلــة،والشــعور بالحــب،ولكــن مخــاوف
الفقــدان والطمــع جعلتنــى اقــرر اننــى لــن اتــزوج ولن أكــون عائلــة،وبالرغم
مــن انشــغالى فــى الحفــاظ علــى ارث عائلتــى اال اننــى اعانــى مــن فــراغ كبير،
مــن اننــى أرى انــه ال يوجــد وريــث ولــن يوجــد كمــا كنــت اعتقــد فــى ذلــك
الوقــتّ،ال اننــى مازلــت احافــظ علــى اعمــال عائلتــى وارثهم.كــى أكــون خيــر
وريــث لخيــر ســلف،وأفكــر جدي ـا ً فــى كتابــة وصيــة،أن أهــب كل ميراثــى
بالطبــع عوضـا ً عــن الــزواج،وتكويــن اســرة وعائلــة.
وفــى ظــل هــذه األفكاروالتســاؤالت،بــدأت أرى شــيئا ً المعــا ً يبــدأ فــى
الظهــور،يخــرج مــن اســفل ســطح البحــر،قمــت بتتبــع هــذا الشــىء،الــى
غرايــب،كان حجمهــا كبيــر،هــذه القبــة ظهــرت تدريجيًا،لــم تــرى عينــى مثــل
هــذا الشــىء مــن قبــل،اعتقــدت فــى البدايــة انهــا قــد تكــون غواصــة مســتوى
مجهــزة علــى اعلــى مســتوى،وانهــا تصعــد مــن أســفل البحــر الــى الســطح،
انتابنــى الفضــول لمعرفــة مــا هــذا الشــىء،الــى أن ظهــرت بشــكل أكثــر
وضوحـا ً حينمــا تجلــت القبــة البرزنزيــة أمامــى،ورايتها بوضــوح تأكدت أن
هــذا الشــىء الضخــم ليــس بالتأكيــد غواصــة،انمــا هــى شــىء آخــر يخالــف
التــى نعرفهــا،فمهمــا تخيلنــا مــن شــىء رائــع،ســتفوق هــذه القبــة الخيــال،
االنــوار التــى تشــع مــن القبــة كانــت تختلــف تمامـا ً عــن أى اضــاءة رأيتهــا
ســابقًا،وال اســتطيع وصفهــا،ايضـا ً طريقــة توزيــع الضــوء رائعــة،بالطبــع
مــا رأيتــه يجــذب أى مهنــدس معمــارى،لرؤيــة تلــك التحفــة المعمارية،تلــك
االضــاءة كان لهــا قــوة لمعــان غريب،تشــبه قــوة الشــمس ولكنهــا ال تــؤذى
العيــن،تشــع أضــواء برونزيــة ثــم تنتقــل بيــن درجــات اللــون البرونــزى
لتبهــر العيــن،ارى ايض ـا ً انعكاســات زجاجيــة علــى ســطح القبــة،تعكــس
اللــون البرونــزى مــن الداخل،بالفعــل هــذه القبــة ليســت مــن امكانيــات العالــم
الــذى نعيــش فيــه،ثــم فجــأة رأيــت البحــر ينشــق مــن أمامــى ثــم خــرج مــن
القبــة ممــر برونــزى اللــون وصــل الــى الشــاطىء وأمامــى مباشــرة كان
يبــدو أن هــذا الممــر ظهــر مــن العــدم،انتابتنــى حالــة مــن الرعب،وتســمرت
مكانــى،وظننــت أننــى فــى حلــم،ثــم ظهــر أنــاس يرتــدون حــات برونزيــة
اللــون،فتراجعــت للــوراء وانــا أشــعر بعــدم االتــزان،لهــول مــا أرى،فلــم
أرى فــى حياتــى مثــل هــذا الشــىء مطلقـًا،وال هــذه التقنيــة والتكنولوجيــا،
فأنــا ســافرت الــى العديــد مــن دول العالــم المختلفــة،واطلعــت علــى أحــدث
التقنيــات العلميــة الحديثــة فــى العديــد مــن المعــارض علــى مســتوى
العالم،بالفعــل هــذا الشــىء يخالــف الطبيعــة تمامـًا،وســألت نفســى وقلــت هــل
هــذه ظاهــرة مــن ظواهــر فــوق الطبيعــة؟
بالطبــع ال أعلــم ماهــذا الشــىء،ولكنــى كنــت ارتعــب مــن الداخــل خاصــة حين
انشــق البحــر وخــرج ممــر مــن القبــة،ووصــل أمامــى مباشــرة،بالطبــع هنــا
تأكــدت ان تلــك القبــة قــد تكــون ســفينة فضــاء،أو شــىء ليــس فــى كوكــب
األرض.
تملــك الخــوف منــى،وشــعرت اننــى لــم أعــد أقــوى علــى التحمــل،وتزايــد
هلعــى،حيــن ســمعت صوتــا ً رقيقــا ً ينادينــى،ويقــول هيــا الــى رحلتــك يــا
نــادر،شــعرت بانهيــار مقدرتــى علــى الصمــود،ورجعــت للخلــف مرتعب ـًا،
ثــم إختفــى هــذا الممــر فجــأة،عــدت الــى قصــرى وأنــا اتصبــب عرقـًا،وفــى
حالــة مــن الصدمــة والذهــول،عقلــى ال يســتوعب مــا حــدث،شــككت فــى
قوايــا العقليــة،وظننــت أن وحدتــى هــى ســبب مــا أرى،،تســاءلت هــل أرى
تهيــآت ؟ وأجبــت فــى قــرارة نفســى فعــا هــى تهيــآت،هاتفت صديقى حســين
لكــى أخبــره بمــا حــدث،ولكنــه لــم يــرد،فأدركــت انــه فــى هــذا الوقــت يكــون
مســتغرقا َ فــى النــوم،حاولــت النــوم،ولكــن النــوم جافانــى،كلمــا أغمــض
عينــى أرى هــذه القبــة الكبيــرة،التــى ظهــرت مــن العــدم،وانشــقاق البحــر،
وخــروج ممــر كبيــر منهــا،تســاءلت هــل هــذه مركبــة فضائيــة،قــد يكــون هذا
هــو التفســير المنطقــى إذا لــم تكــن هــذه تهيــؤات،هــل هــذا نــوع مــن أنــواع
التكنولوجيــا الجديــدة؟ وتصــادف إننــى رأيتهــا أو بمعنــى تصدقــه نفســى اننى
تخيلتهــا،كل شــىء رأيتــه يــكاد يكــون حقيقــى،مــا الــذى يحــدث لــى ؟ مــا
الــذى أعانــى منــه ؟ هــل أصبحــت إحــدى المرضــى النفســيين الذيــن
يــرون تهيــآت ويصدقونهــا،حاولــت النــوم ولكــن هيهــات،فأخــذت مهــدىء
لكــى أســتطيع النــوم،اســتيقظت صبــاح اليــوم التالــى،وبــدأت فــى الروتيــن