السبت 23 نوفمبر 2024

الحكمة في ارض البرونز بقلم د.رحاب سليمان

انت في الصفحة 5 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

‫اموالــى ال تعــد وال تحصــى‪،‬لــى اســهم كثيــرة فــى العديــد مــن الشــركات‬
‫العالميــة‪،‬فــكل هــذه االمــوال ال تشــعرنى بالســعادة‪،‬بــل تشــعرنى بالمســئولية‬
 ‫تجــاه عائلتــى التــى افتقدهــا كثيــرًا‪،‬فالعــبء وقــع علـ ّ‬
‫ـى للحفــاظ عليهــا‪،‬ومــع‬
‫ذلــك انــا ليــس لــى أســرة ولألســف ال أنــوى ايضــا ً تكويــن أســرة فــى اى‬

‫وقــت‪،‬لــذا هــذا االمــر أصبــح عــبء أعانــى منــه‪،‬ويثقــل كاهلــى‪.‬‬
 ‫لماذا أشعر بفراغ كبير فى حياتى ؟‬
‫اعلــم جيــدا ً اننــى احتــاج الــى عائلــة‪،‬والشــعور بالحــب‪،‬ولكــن مخــاوف‬
‫الفقــدان والطمــع جعلتنــى اقــرر اننــى لــن اتــزوج ولن أكــون عائلــة‪،‬وبالرغم‬
‫مــن انشــغالى فــى الحفــاظ علــى ارث عائلتــى اال اننــى اعانــى مــن فــراغ كبير‪،‬‬
‫ليــس لــى أهــداف واضحــة‪،‬كل أهدافــى تتمثــل فــى تطويــر أعمالى‪،‬وبالرغــم‬
‫مــن اننــى أرى انــه ال يوجــد وريــث ولــن يوجــد كمــا كنــت اعتقــد فــى ذلــك‬
‫الوقــت‪ّ،‬ال اننــى مازلــت احافــظ علــى اعمــال عائلتــى وارثهم‪.‬كــى أكــون خيــر‬
‫وريــث لخيــر ســلف‪،‬وأفكــر جدي ـا ً فــى كتابــة وصيــة‪،‬أن أهــب كل ميراثــى‬
‫للجمعيــات الخيريــة‪،‬بعــد وفاتــى‪،‬قــد يرضــى هــذا العمــل أســافى‪،‬وهــذا‬
 ‫بالطبــع عوضـا ً عــن الــزواج‪،‬وتكويــن اســرة وعائلــة‪.‬‬
‫وفــى ظــل هــذه األفكاروالتســاؤالت‪،‬بــدأت أرى شــيئا ً المعــا ً يبــدأ فــى‬
‫الظهــور‪،‬يخــرج مــن اســفل ســطح البحــر‪،‬قمــت بتتبــع هــذا الشــىء‪،‬الــى‬
‫أن ظهــر بوضــوح أمامــى‪،‬تجلــت قبــة كبيــرة برونزيــة اللــون تلمــع بشــكل‬
‫غرايــب‪،‬كان حجمهــا كبيــر‪،‬هــذه القبــة ظهــرت تدريجيًا‪،‬لــم تــرى عينــى مثــل‬
‫هــذا الشــىء مــن قبــل‪،‬اعتقــدت فــى البدايــة انهــا قــد تكــون غواصــة مســتوى‬
‫مجهــزة علــى اعلــى مســتوى‪،‬وانهــا تصعــد مــن أســفل البحــر الــى الســطح‪،‬‬
‫وهــذا التخيــل الــذى تخيلتــه كــى أفكــر فــى تفكيــر منطقــى للشــىء الــذى أراه‪،‬‬
‫انتابنــى الفضــول لمعرفــة مــا هــذا الشــىء‪،‬الــى أن ظهــرت بشــكل أكثــر‬
‫وضوحـا ً حينمــا تجلــت القبــة البرزنزيــة أمامــى‪،‬ورايتها بوضــوح تأكدت أن‬
‫هــذا الشــىء الضخــم ليــس بالتأكيــد غواصــة‪،‬انمــا هــى شــىء آخــر يخالــف‬
‫الطبيعــة‪،‬الن مظهــره يوحــى بتكنولوجيــا مختلفــة تمام ـا ً عــن التكنولوجيــا‬


‫التــى نعرفهــا‪،‬فمهمــا تخيلنــا مــن شــىء رائــع‪،‬ســتفوق هــذه القبــة الخيــال‪،‬‬
‫االنــوار التــى تشــع مــن القبــة كانــت تختلــف تمامـا ً عــن أى اضــاءة رأيتهــا‬
‫ســابقًا‪،‬وال اســتطيع وصفهــا‪،‬ايضـا ً طريقــة توزيــع الضــوء رائعــة‪،‬بالطبــع‬
‫مــا رأيتــه يجــذب أى مهنــدس معمــارى‪،‬لرؤيــة تلــك التحفــة المعمارية‪،‬تلــك‬
‫االضــاءة كان لهــا قــوة لمعــان غريب‪،‬تشــبه قــوة الشــمس ولكنهــا ال تــؤذى‬
‫العيــن‪،‬تشــع أضــواء برونزيــة ثــم تنتقــل بيــن درجــات اللــون البرونــزى‬
‫لتبهــر العيــن‪،‬ارى ايض ـا ً انعكاســات زجاجيــة علــى ســطح القبــة‪،‬تعكــس‬
‫اللــون البرونــزى مــن الداخل‪،‬بالفعــل هــذه القبــة ليســت مــن امكانيــات العالــم‬
‫الــذى نعيــش فيــه‪،‬ثــم فجــأة رأيــت البحــر ينشــق مــن أمامــى ثــم خــرج مــن‬
‫القبــة ممــر برونــزى اللــون وصــل الــى الشــاطىء وأمامــى مباشــرة كان‬
‫يبــدو أن هــذا الممــر ظهــر مــن العــدم‪،‬انتابتنــى حالــة مــن الرعب‪،‬وتســمرت‬
‫مكانــى‪،‬وظننــت أننــى فــى حلــم‪،‬ثــم ظهــر أنــاس يرتــدون حــات برونزيــة‬
‫اللــون‪،‬فتراجعــت للــوراء وانــا أشــعر بعــدم االتــزان‪،‬لهــول مــا أرى‪،‬فلــم‬
‫أرى فــى حياتــى مثــل هــذا الشــىء مطلقـًا‪،‬وال هــذه التقنيــة والتكنولوجيــا‪،‬‬
‫فأنــا ســافرت الــى العديــد مــن دول العالــم المختلفــة‪،‬واطلعــت علــى أحــدث‬
       ‫التقنيــات العلميــة الحديثــة فــى العديــد مــن المعــارض علــى مســتوى‬‬
‫العالم‪،‬بالفعــل هــذا الشــىء يخالــف الطبيعــة تمامـًا‪،‬وســألت نفســى وقلــت هــل‬
هــذه ظاهــرة مــن ظواهــر فــوق الطبيعــة؟‬
‫بالطبــع ال أعلــم ماهــذا الشــىء‪،‬ولكنــى كنــت ارتعــب مــن الداخــل خاصــة حين‬
‫انشــق البحــر وخــرج ممــر مــن القبــة‪،‬ووصــل أمامــى مباشــرة‪،‬بالطبــع هنــا‬
‫تأكــدت ان تلــك القبــة قــد تكــون ســفينة فضــاء‪،‬أو شــىء ليــس فــى كوكــب‬
   ‫األرض‪.‬‬
‫تملــك الخــوف منــى‪،‬وشــعرت اننــى لــم أعــد أقــوى علــى التحمــل‪،‬وتزايــد‬
‫هلعــى‪،‬حيــن ســمعت صوتــا ً رقيقــا ً ينادينــى‪،‬ويقــول هيــا الــى رحلتــك يــا‬
‫نــادر‪،‬شــعرت بانهيــار مقدرتــى علــى الصمــود‪،‬ورجعــت للخلــف مرتعب ـًا‪،‬‬
‫ثــم إختفــى هــذا الممــر فجــأة‪،‬عــدت الــى قصــرى وأنــا اتصبــب عرقـًا‪،‬وفــى‬
‫حالــة مــن الصدمــة والذهــول‪،‬عقلــى ال يســتوعب مــا حــدث‪،‬شــككت فــى‬
‫قوايــا العقليــة‪،‬وظننــت أن وحدتــى هــى ســبب مــا أرى‪،،‬تســاءلت هــل أرى‬
‫تهيــآت ؟ وأجبــت فــى قــرارة نفســى فعــا هــى تهيــآت‪،‬هاتفت صديقى حســين‬
‫لكــى أخبــره بمــا حــدث‪،‬ولكنــه لــم يــرد‪،‬فأدركــت انــه فــى هــذا الوقــت يكــون‬
‫مســتغرقا َ فــى النــوم‪،‬حاولــت النــوم‪،‬ولكــن النــوم جافانــى‪،‬كلمــا أغمــض‬
‫عينــى أرى هــذه القبــة الكبيــرة‪،‬التــى ظهــرت مــن العــدم‪،‬وانشــقاق البحــر‪،‬‬
‫وخــروج ممــر كبيــر منهــا‪،‬تســاءلت هــل هــذه مركبــة فضائيــة‪،‬قــد يكــون هذا‬
‫هــو التفســير المنطقــى إذا لــم تكــن هــذه تهيــؤات‪،‬هــل هــذا نــوع مــن أنــواع‬
‫التكنولوجيــا الجديــدة؟ وتصــادف إننــى رأيتهــا أو بمعنــى تصدقــه نفســى اننى‬
‫تخيلتهــا‪،‬كل شــىء رأيتــه يــكاد يكــون حقيقــى‪،‬مــا الــذى يحــدث لــى ؟ مــا‬
         ‫الــذى أعانــى منــه ؟ هــل أصبحــت إحــدى المرضــى النفســيين الذيــن‬
‫يــرون تهيــآت ويصدقونهــا‪،‬حاولــت النــوم ولكــن هيهــات‪،‬فأخــذت مهــدىء‬
‫لكــى أســتطيع النــوم‪،‬اســتيقظت صبــاح اليــوم التالــى‪،‬وبــدأت فــى الروتيــن‬

انت في الصفحة 5 من 28 صفحات