الحكمة في ارض البرونز بقلم د.رحاب سليمان
باالحــراج .
مــر اليومــان،وجــاء وقــت مقابلــة د عــاء،جــاء فــى الميعــاد المحــدد،
واســتقبلته عنــد البــاب،شــكله تغيــر كثيــرا ً عــن الصغــر،حيــث كان طفــل
ســمين،وقصيــر،أمــا اآلن اصبــح جســمه رياضــى ممشــوق،يشــبه عارضــى
االزيــاء،وهــذا يوضــح مــدى اهتمامــه بصحتــه،بالطبــع قمــت بالترحيــب
فقــال لــى:واالبتســامة تعلــو وجهــه،هــذه فرصــة لمقابلــة االميــر الصغيــر
الــذى اتابــع اخبــاره مــن الصحــف
ضحكــت علــى كلمــة االميــر الصغيــر وقلــت لــه اآلن االميــر الصغيــر أصبــح
كبيــر.
فقال:نعم امير كبير،يحظى بإهتمام الجميع.
اتــزوج وال انــوى الــزواج أبــدًا،نظــر لــى نظــرة كلهــا تســاؤل،ولكنــه لــم
يســألنى االســئلة التــى أســمعها كل حيــن وآخــر مــن المتطفليــن،فالبعــض
يتســاءل هــل انــا مريــض بمــرض يمنعنــى مــن الــزواج؟ وغيرها من االســئلة
وبدأنــا نتحــدث قليـًا كزمــاء دراســة ونتذكــر الماضــى،تحدثنــا عــن احوالنــا
الحاليــة،وعلمــت منــه انــه قــام بتكويــن عائلتــه الخاصــة،ولديــه ابــن
التحــق بالمدرســة هــذا العــام،ايضـا ً علمــت منــه انــه يســافر كثيــرا ً لحضــور
حضر حسين صديقى بعد دكتور عالء بحوالى نصف ساعة،كنا تحدثنا
قليــًا قبــل دخــول حســين،كانــوا يتحدثــون بــود كبيــر،فــكان كل منهمــا
يقابــل اآلخــر كل فتــرة،وانــا كنــت أعلــم ذلــك،ولكنــى لــم أكــن مهتــم مــن
قبــل بــأى أصدقــاء آخريــن ســوى بحســين صديقــى،جلســنا معــا،كل منــا
ففتــح حســين لدكتــور عــاء الموضــوع،وقــال لــه،اننــى انصــح نــادر
بالــزواج،فهــو يعانــى مــن الوحــدة الشــديدة،مارايــك يــا صديقــى فــى ذلــك
مــن الناحيــة النفســية؟
فــرد د عــاء وقــال:يجــب ان يكــون االنســان مســتعدا ً للــزواج،وتحمــل
الوحــدة،وليــس هــو الحــل الوحيــد للقضــاء علــى الفــراغ.
فقلــت أنــا:انــت تعلــم عنــى انــى كثيــر االنشــغال واالعمــال،وال وقــت لــدى،
ولكنــى بالرغــم مــن ذلــك بالفعــل أشــعر بالوحــدة الشــديدة،واعانــى مــن آالم
فــراق عائلتــى.
رد د عــاء وقــال:طبيعــى ان مــا عنيــت منــه هــو معانــاه كبيــره ويســبب
ايض ـا ً الكثيــر مــن المشــاكل النفســية،ويمكــن تنــاول بعــض االدويــة التــى
قــد تقلــل حــدة هــذا الشــعور.
ســألت د عــاء وقلــت لــه حيــن يــرى االنســان تهيــآت مــا وصــف ذلــك فــى
علــم النفــس؟ او مــا هــو تشــخيص تلــك الحالــة؟
ثــم اســتطردت حديثــى وفاجئتــه بســؤال آخــر،هــل يمكــن أن أرى شــيئا ً
ليــس لــه وجــود؟
فضحــك وقــال هــذا يحــدث للكثيــرون،وانــه لديــه مرضــى بالفعــل يعانــون مــن
ذلــك،وتلــك الحالــة تدعــى هــاوس ســمعية وبصريــة وهــى عــرض لمــرض
مــا .
وسألته مرة أخرى هل لهذا عالج؟
فأجــاب د عــاء وقــال:نعــم بالتأكيــد،بعــض الحــاالت حيــن يحــدد الســبب
يتــم شــفائها وقــد تكــون بســبب مــرور االنســان ببعــض الضغــوط التــى تســبب
ذلــك.
وسألنى هل رأيت شيئا ً غريبًا؟
ســكتت قليــًا ثــم قلــت لــه نعــم،لقــد رأيــت قبــة برونزيــة اللــون تخــرج
مــن المــاء،والبحــر ينشــق ويخــرج مــن القبــة ممــر يصــل الــى الشــاطىء،
وســمعت صــوت ينادينــى ايضــًا.
فضحــك دكتــور عــاء وقــال:ال داعــى للقلــق،الهــاوس الســمعية والبصريــة
ليســت أمــر خطيــر،فهــى عــرض وليســت مــرض،ولكــن الخطــورة تكمــن
فــى أن صاحبهــا قــد يعانــى مــن حالــة مــن حــاالت االكتئــاب الحــاد.
وســألنى بعــض االســئلة التــى تحــدد عمــا اذا كنــت مصــاب باكتئــاب أم ال؟
وقــال لــى ســأكتب لــك وصفــة طبيــة لشــراء بعــض االدويــة والتــى تســاعد
علــى تهدئتك،وأؤكــد عليــك ال داعــى للقلــق االمــر بســيط .
واتفــق معــى عــاء علــى متابعــة هــذا الموضــوع معــى،كأصدقــاء،وبالطبــع
ســيكون الطبيــب المعالــج لــى بهــذا الخصــوص.
ثم غير عالء الكالم فى هذا الموضوع،كى يشعرنى أن هذا االمر ليس
باألمــر الهام،وســأل حســين عــن حياتــه اآلن،بــدأ حســين فــى التحــدث عــن
نفســه،واســتعادة ذكريــات الماضــى،وانــا اثنــاء حديثهــم لــم يبــارح ذهنــى
صــورة القبــة البرونزيــة،ولــم أقتنــع أن مــا رأيتــه هــاوس.
ســهرنا معــًا،وجلســنا نتســامر ونحكــى ذكريــات الطفولــة،بعــد انتهــاء
الســهرة،فتحــت الكمبيوتــر الخــاص بــى،وتعمقــت فــى البحث عبــر االنترنت
عــن قبــة برونزيــة اللــون،كل مــا قرأته مقاالت عــن قبات معماريــة برونزية
اللون،جلســت بالســاعات فــى هــذا الخصــوص،ولكنــى لــم أرى مثــل هــذا
الشــىء الــذى رأيتــه بــأم عينــى،فالشــىء الــذى رأيتــه كان حقيقــى،وفــى
النهايــة أقنعــت نفســى أن مــا أمــر بــه هــو عبــارة عــن تهيــآت،قــد يكــون
هــذا بالفعــل ناتــج عــن اصابتــى باالكتئــاب،بســبب الوحــدة التــى أعانــى
منهــا .
تابعــت أعمالــى،وانغمســت فــى تصميماتــى،وكانــت دائمـا ً تطــرأ تلــك القبــة
بتفاصيلهــا الرائعــة وتوزيــع الضــوء الــذى يخالــف قوانيــن الفيزيــاء،فهــذا
الشــىء لــم يصنعــه بشــر من قبــل،وهذا مــا دفعنى للقيــام بعدد مــن التصاميم
الرائعــة،وكانــت تلــك التصاميــم مــن وحــى تلــك القبــة،بالفعــل ابدعــت فــى
تصميماتــى بفضــل تلــك اللوحــة،لــم أســتطع النــوم الــى أن تناولــت حبــوب